كثيراً من نعاني من القلق أو التوتر أو تذكر الذكريات المؤلمة بشكل مفرط، فمن منا مثلاً لا يتذكر موقف مؤلم تعرض له ليلاً قبل النوم؟ في الحقيقة يا صديقي جميعنا نتعرض لذلك بدرجات مختلفة، ولكن الفكرة تكمن في كيفية تعاملنا مع تلك المشاعر. قد نفرط في التفكير وترك نفسنا نتأثر بذلك، وهو ما قد يعرضنا لخطر الاكتئاب والآثار المدمرة له، وقد نتجاوز ذلك ونقنع أنفسنا أننا في هذه اللحظة وأن اللحظات المؤثرة قد رحلت بالفعل!
فهم ذاتنا هو الحل، وأدراكنا لنفسنا وكيف يفكر عقلنا أيضاً هو ما يمكننا من السيطرة على العقل وتفعيل نمط تفكير إيجابي. وهنا يأتي دور اليوغا التي أكدت العديد من الدراسات دورها الفعّال والإيجابي في هذه الجزئية، حيث تمكنك تمارين اليوغا من فهم وإدراك ذاتك. العديد من تمارين اليوغا مثل التنفس مثلا تعتمد على إقناع ذاتك ان هذا النفس هو وليد اللحظة، وأنت الآن بأمان وقد تجاوزت كل تلك الصعاب. سوف نذكر في هذه المقالة علاقة اليوغا بالصحة النفسية، وكيف يمكنها ترك آثر إيجابي في عقلك.
في البداية – ما هي اليوغا؟
اليوغا هي ممارسة نفسية وبدنية تهدف في الأساس الى توحيد العقل والجسد والروح. ومصطلح "اليوغا" مشتق من الكلمة السنسكريتية (إحدى اللغات القديمة)، والتي تُترجم الى "اتحاد". اليوغا علم قديم جداً يمكن أن يعود إلى 800 قبل الميلاد في سلسلة من النصوص المعروفة باسم الأوبنشاد . هناك العديد من تمارين اليوغا التي تناسب الكثير من البشر، فمثلا لو كنت تعاني من التوتر، فيمكنك ممارسة التمارين التي تساعدك على ذلك.
وأيضاً تساعد اليوغا العديد من الأمراض، مثل ألم أسفل الظهر، فهناك تمارين بدنيه أيضاً لعلاج تلك المشكلة، وتمارين للقضاء أو التأقلم مع الألم. وهنا يمكننا ان نقول ان الرياضة تختلف عن اليوغا، بأن اليوغا ممارسة نفسية وبدنية، أما الرياضة ممارسة بدنية فقط، وتهتم بالجسم. فسلفة اليوغا تعتمد على عدم المنافسة، فالهدف هو راحتك، وليس منافسة او تحدى الآخرين في أي شيء.
فوائد اليوغا النفسية
هناك الكثير من التأثيرات الإيجابية التي يمكنها ان تساعد صحتك النفسية وتحسن مزاجك بشكل كبير. سوف نذكر لك الفوائد النفسية هنا:
- زيادة سعادتك
تؤدي معظم التمارين الرياضية إلى إطلاق مواد كيميائية "تبعث على الشعور بالسعادة" في الدماغ. تشمل هذه المواد الكيميائية المعززة للمزاج محفزات الدماغ مثل الدوبامين والسيروتونين والنورادرينالين. على الرغم من أن حركات وتمارين اليوغا بطيئة ومنضبطة، إلا أنها لا تزال ترفع معدل ضربات القلب وتجعل العضلات تعمل بجد وتحفز إطلاق المواد الكيميائية في الدماغ. نتيجة لذلك، يمكن أن تجعلك اليوجا أكثر سعادة.
- تخفيف الاكتئاب
تشير الدراسات إلى أن اليوغا يمكن أن تخفف من آثار الاكتئاب. وجد الباحثون أن اليوغا يمكن مقارنتها بالعلاجات الأخرى، مثل الأدوية والعلاج النفسي. عادة ما تكون اليوغا غير مكلفة ولا تسبب الآثار الجانبية مثل العديد من الأدوية. يمكن أن يفيد حتى أولئك الذين يعانون من اضطراب الاكتئاب الشديد.
- الحد من التوتر
عندما أجاب الأمريكيون على استطلاع حول سبب ممارستهم لليوغا، قال 86٪ منهم إنها تساعدهم في السيطرة على توترهم. يمكن أن يقلل شد العضلات وإرخائها من التوتر، حتى أنك ستلاحظ أنك بمجرد سماع موسيقى هادئة يهدأ توترك. قد تستفيد أيضاً من الأجواء الهادئة والموسيقى الهادئة والسلوك الإيجابي الذي ستجده في معظم دروس اليوغا.
- تخفيف القلق
يمكن أن تحسن اليوغا القلق. قد تكون تمارين التنفس المتضمنة في دروس اليوغا، مفيدة جداً لك، حيث توجد علاقة بين القلق ومشكلات التنفس. إذا تم تشخيصك باضطراب القلق، فقد لا تساعد اليوغا مفردها. ومع ذلك، يستخدم بعض علماء النفس اليوغا بشكل تكميلي مع انواع العلاجات الآخرى.
- تحسين النوم
تشير الأبحاث إلى أن اليوغا يمكن أن تحسن النوم وتعليمك كيفية ضبط مواعيد نومك بشكل صحيح. في إحدى الدراسات التي أجريت على المشاركين في اليوغا فوق سن الستين، أبلغ المشاركون عن زيادة في جودة ومدة نومهم. كما أنهم زادوا من كفاءة نومهم، والتي تقيس النسبة المئوية للوقت الذي يقضونه في السرير في النوم بالفعل.
- تعزيز الحياة الاجتماعية
إذا كنت تحضر فصل يوغا حقيقياً، فقد تستفيد من التفاعل مع الآخرين في مجموعتك. يمكن أن تؤثر الروابط الاجتماعية بشكل إيجابي على الصحة العقلية والبدنية. كذلك، فإن التصرف بانسجام مع الآخرين، يحمل فوائد اجتماعية فريدة. الحركة والتنفس في نفس الوقت الذي يمنحك فيه الآخرون إحساسًا بالانتماء وتعزيز الترابط مع المجموعة. حتى ان كنت تتعلم وتمارس اليوغا عبر الانترنت فوجود مجتمع إلكتروني متفاعل معك وله نفس اهتماماتك، فأنه يساعدك بشدة.
- تعزيز العادات الصحية بشكل عام
إذا كنت تمارس اليوغا، فمن المرجح أن تختار المزيد من الأطعمة الصحية. فسوف تكتشف بنفسك ان هناك علاقة بين الأطعمة التي تتناولها وبين مزاجك.
إلى جانب هذه الفوائد، قد تكون اليوغا مفيدة لأولئك الذين يحاولون إنقاص الوزن والتوقف عن التدخين وإدارة الأمراض المزمنة. بالطبع، قد تختلف حسب مدى التزامك بالتعليمات الصحية والطبية، ولكن لا يمكن استبدال العلاج باليوغا.
هل تكفي اليوغا وحدها للصحة العقلية ؟
إذاً أصبحت تعلم كم أنّ اليوغا تعزز صحتك النفسية وتساعدك على التعامل مع التوتر بشكل فعّال. لكن هل يكفي ذلك فقط؟ إذا كنت تبحث عن حل متكامل وشامل، فإن برنامج "تحرر تحول ازدهر" هو ما تحتاجه!
هذا البرنامج لا يقتصر على فوائد اليوغا بل يجمع بين علم الأعصاب وعلوم الدماغ واليوغا العلاجية والأيورفيدا من ناحية أسلوب الحياة ومن ناحية التغذية المناسبة لجسمك. يمنحك هذا النهج الشامل تجربة متكاملة لتحريرك من التوتر ويأخذك في رحلة نحو الازدهار والتوازن الكامل.
انضم إلينا واحجز مكالمتك المجانية مع فريق العمل اليوم واكتشف كيف أن التحرر من التوتر من الجذر ممكن أن يحول حياتك 360 درجة نحو الإزدهار!
اترك تعليقًا
This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply.